|
هدية اللبناني مبادرة ووفاء أيها الأحباء، أجمل ما في اللبنانيين أنهم يحملون بلدهم في قلوبهم حيث حلوا حتى ليصعب عليك ان تميز إذا ما التقيتهم هل انت في لبنان أم خارجه. أيها الأحباء، لست هنا لأحكي عن المآسي وأبكي الدمار، بل أنا هنا لأؤكد معكم الثقة بلبنان. هكذا بدأت، وهكذا أتابع مهماتي، لم يكن بين يدي شيء مما يسمونه جهاز الحكم. كان الشعب حائرًا ضائعاً، الناس تحمل حقائبها على ظهورها تبحث عن ملجأ آمن للاستمرار.وما أثقل العمر حين لا يمكنك ان تعيشه حيث تحب. وكانت الارض مقطعة بخطوط الموت العبثي. ويلومونك الآن لماذا لم تنجز إعمار البلد بعد، ولا يعتبون ولو مرة على ما فعلته أيديهم بالعباد والبلاد؟ هل كل قدرنا أيها الأحباء أن نعيد حيناً بعد حين بناء ما تهدم؟ على كل حال، هذه هي شهادة أخرى على كبر اللبناني وعلى قدرته على النهوض والتجدد. وتدشين قاعة لبنان هي أحد الأمثلة التي نباهي بها. هذه الهدية الى المنظمة هديتان : إنها هدية المبادرة اللبنانية التي لا تموت. بها نتخطى التحديات ونتجاوز الصعاب. وإنها هدية الوفاء اللبناني لهذه المنظمة التي لم تتأخر عن مساعدة بلدي وسائر البلدان الأعضاء. وثقوا ان شعار كل لبناني هو حمل رسالة العطاء والبناء أينما أقام. وإن طريق كل لبناني هو الانفتاح والتعاون من أجل التعمير والتقدم. هذه القاعة، هذه هي حكايتها وهي للمنظمة الدولية للأغذية والزراعة قبل أية منظمة عالمية أخرى لأن اللبناني عاشق للإنماء. في عرف اللبناني السياسة إنماء، الاقتصاد إنماء، التربية إنماء، الحياة فعل إنماء، وإلا فأنت لست لبنانيًا. اللبنانيون لا يفصلون بينهم وبين وطنهم. فحين وجدوا ان دولتهم تعاني من تركة الحرب وذيولها أقدموا ينهجون في الداخل نهج "العونة" والتطوع للإسهام في النهوض، وأقدموا يتبارون في العطاء ليرتفع إسم "قاعة لبنان" وضاءً في المنظمة العالمية التي حملت رهان النضال ضد الجوع ومن أجل خير الشعوب. أيها الأحباء، انقلوا الى كل العالم ان بلدي لم يستسلم للخراب والدمار. إنه عامر بإرادة أبنائه، إنه عامر بوحدة أبنائه. ولتتأكدوا من ذلك لا تنظروا الى المتضررين والمغرضين، أنظروا الى الفلاح اللبناني الذي حوّل الصخر جنائن، انظروا الى لصناعي اللبناني الذي نباهي بإنتاجه، انظروا الى المتفوقين اللبنانيين في العالم من أطباء ومهندسين ومسؤولين وعلماء وشعراء وفنانين . انظروا الى صديق العمر في هذه المنظمة (ادوار صوما) الذي تولى مديريتها العامة ثمانية عشر عامًا، وجعلها محط أنظار العالم. انظروا الى امبراطوريات اللبنانيين في مجال الأعمال في العالم. انظروا الى نخبة من لبنان تتحلق حولنا الليلة، أبوا أن تنتهي ولايتك يا إدوار إلا وقد قدم لبنان لهذه المنظمة ما يؤكد على الدوام تعلقنا بها وبرسالتها، فجاءت اسهاماتهم لتقف الى جانب المنجزات اللبنانية هنا، فطبعت العلاقة بين المنظمة ولبنان بطابع عائلي خاص. فيا أيها المتبرعون، نبل مبادرتكم يرفرف في المنظمة، الى جانب الأرزة الشامخة، واللغة العربية التي اعتلت بنا منبر المنظمة للمرة الأولى، وإلى جانب ما نقشه صديقي ادوار من منجزات يعتزهو بها كما نحن نعتز بها وبه. مبروكة قاعة لبنان. فهي هنا تحمل جزءًا من دور لبنان في العالم، وتحفظ مآثر نابغة من بلادي جعل قضيته خدمة الإنسانية بمقدار خدمته للمنظمة وللبنان.
|